40 ـ باب قول الله تعالى {فلا تجعلوا لله أندادا} وقوله جل ذكره {وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين} وقوله {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} إظهار التشكيل
وقال عكرمة {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} ولئن سألتهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرض ليقولن الله. فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره، وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم لقوله تعالى {وخلق كل شىء فقدره تقديرا} وقال مجاهد ما تنزل الملائكة إلا بالحق بالرسالة والعذاب {ليسأل الصادقين عن صدقهم} المبلغين المؤدين من الرسل وإنا له حافظون عندنا {والذي جاء بالصدق} القرآن، {وصدق به} المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه.
7614 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أى الذنب أعظم عند الله قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك ". قلت إن ذلك لعظيم. قلت ثم أى قال " ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك ". قلت ثم أى قال " ثم أن تزاني بحليلة جارك ".
41 ـ باب قول الله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } إظهار التشكيل
7615 ـ حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال اجتمع عند البيت ثقفيان وقرشي، أو قرشيان وثقفي، كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا. فأنزل الله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} الآية.
42 ـ باب قول الله تعالى {كل يوم هو في شأن} و{ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} وقوله تعالى {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } إظهار التشكيل
وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى {ليس كمثله شىء وهو السميع البصير} وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ".
7616 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا حاتم بن وردان، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله، تقرءونه محضا لم يشب
7617 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عبد الله بن عباس، قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شىء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم، قالوا هو من عند الله. ليشتروا بذلك ثمنا قليلا، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم.
43 ـ باب قول الله تعالى {لا تحرك به لسانك} وفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه الوحى. إظهار التشكيل
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه ".
7618 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى {لا تحرك به لسانك} قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه ـ فقال لي ابن عباس أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فقال سعيد أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه ـ فأنزل الله عز وجل {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه. {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا أن تقرأه. قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه.
44 ـ باب قول الله تعالى {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} {يتخافتون} يتسارون. إظهار التشكيل
7619 ـ حدثني عمرو بن زرارة، عن هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ في قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم {ولا تجهر بصلاتك} أى بقراءتك، فيسمع المشركون، فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم {وابتغ بين ذلك سبيلا}
7620 ـ حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت نزلت هذه الآية {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} في الدعاء.
7621 ـ حدثنا إسحاق، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ". وزاد غيره " يجهر به ".
45 ـ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم {رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل} إظهار التشكيل
فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله وقال {ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم}. وقال جل ذكره {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون }
7622 ـ حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا، لفعلت كما يفعل. ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي عملت فيه مثل ما يعمل ".
7623 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال الزهري عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ". سمعت سفيان مرارا لم أسمعه يذكر الخبر وهو من صحيح حديثه.
46 ـ باب قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته} إظهار التشكيل
وقال الزهري من الله الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم. وقال {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} وقال {أبلغكم رسالات ربي}. وقال كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرى الله عملكم ورسوله. وقالت عائشة إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد. وقال معمر {ذلك الكتاب} هذا القرآن {هدى للمتقين} بيان ودلالة كقوله تعالى {ذلكم حكم الله} هذا حكم الله {لا ريب} لا شك، {تلك آيات} يعني هذه أعلام القرآن ومثله {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} يعني بكم. وقال أنس بعث النبي صلى الله عليه وسلم خاله حراما إلى قومه وقال أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم.
7624 ـ حدثنا الفضل بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي، حدثنا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير بن حية، عن جبير بن حية، قال المغيرة أخبرنا نبينا، صلى الله عليه وسلم عن رسالة، ربنا " أنه من قتل منا صار إلى الجنة ".
7625 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا وقال محمد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت من حدثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحى، فلا تصدقه، إن الله تعالى يقول {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}
7626 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، قال قال عبد الله قال رجل يا رسول الله أى الذنب أكبر عند الله قال " أن تدعو لله ندا، وهو خلقك ". قال ثم أى قال " ثم أن تقتل ولدك، أن يطعم معك ". قال ثم أى قال " أن تزاني حليلة جارك ". فأنزل الله تصديقها {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك} الآية.
47 ـ باب قول الله تعالى {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} إظهار التشكيل
وقول النبي صلى الله عليه وسلم " أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها، وأعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به، وأعطيتم القرآن فعملتم به ". وقال أبو رزين {يتلونه} يتبعونه ويعملون به حق عمله، يقال يتلى يقرأ، حسن التلاوة حسن القراءة للقرآن، {لا يمسه} لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن لقوله تعالى {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين}. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان عملا. قال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال " أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام ". قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر إلا صليت. وسئل أى العمل أفضل قال " إيمان بالله ورسوله، ثم الجهاد، ثم حج مبرور ".
7627 ـ حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرني سالم، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنما بقاؤكم فيمن سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتاب هؤلاء أقل منا عملا وأكثر أجرا. قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا. قال فهو فضلي أوتيه من أشاء ".
48 ـ باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا وقال " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ". إظهار التشكيل
7628 ـ حدثني سليمان، حدثنا شعبة، عن الوليد،. وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي، أخبرنا عباد بن العوام، عن الشيباني، عن الوليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ أن رجلا، سأل النبي صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أفضل قال " الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله ".
49 ـ باب قول الله تعالى {إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا} {هلوعا} ضجورا. إظهار التشكيل
7629 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن، حدثنا عمرو بن تغلب، قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم مال فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا فقال " إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلى من الذي أعطي، أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب ". فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.
50 ـ باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه إظهار التشكيل
7630 ـ حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد، سعيد بن الربيع الهروي حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه، قال " إذا تقرب العبد إلى شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة ".
7631 ـ حدثنا مسدد، عن يحيى، عن التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة، قال ـ ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال " إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا ".
7632 ـ وقال معتمر سمعت أبي، سمعت أنسا، {عن أبي هريرة،} عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه، عز وجل.
7633 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن زياد، قال سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربكم، قال " لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".
7634 ـ حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن قتادة،. وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال " لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى ". ونسبه إلى أبيه.
7635 ـ حدثنا أحمد بن أبي سريج، أخبرنا شبابة، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مغفل المزني، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح ـ قال ـ فرجع فيها ـ قال ـ ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال " لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل ". يحكي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه قال آ آ آ ثلاث مرات.
51 ـ باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها لقول الله تعالى {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} إظهار التشكيل
7636 ـ وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان بن حرب، أن هرقل، دعا ترجمانه، ثم دعا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل، و{يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم }" الآية.
7637 ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم و{قولوا آمنا بالله وما أنزل} الآية ".
7638 ـ حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود " ما تصنعون بهما ". قالوا نسخم وجوههما ونخزيهما. قال " {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ". فجاءوا فقالوا لرجل ممن يرضون يا أعور اقرأ. فقرأ حتى انتهى على موضع منها فوضع يده عليه. قال " ارفع يدك ". فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح فقال يا محمد إن عليهما الرجم. ولكنا نكاتمه بيننا. فأمر بهما فرجما، فرأيته يجانئ عليها الحجارة.
52 ـ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة " وزينوا القرآن بأصواتكم. إظهار التشكيل
7639 ـ حدثني إبراهيم بن حمزة، حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " ما أذن الله لشىء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به ".
7640 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث، عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ـ وكل حدثني طائفة من الحديث ـ قالت فاضطجعت على فراشي، وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله يبرئني، ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، وأنزل الله عز وجل {إن الذين جاءوا بالإفك} العشر الآيات كلها.
7641 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن عدي بن ثابت، أراه عن البراء، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء {والتين والزيتون} فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه.
7642 ـ حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم متواريا بمكة، وكان يرفع صوته، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن جاء به، فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}
7643 ـ حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ قال له " إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شىء، إلا شهد له يوم القيامة ". قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7644 ـ حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أمه، عن عائشة، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض.
53 ـ باب قول الله تعالى {فاقرءوا ما تيسر من القرآن } إظهار التشكيل
7645 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدثني عروة، أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري، حدثاه أنهما، سمعا عمر بن الخطاب، يقول سمعت هشام بن حكيم، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت، أقرأنيها على غير ما قرأت. فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال " أرسله، اقرأ يا هشام ". فقرأ القراءة التي سمعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كذلك أنزلت ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ يا عمر ". فقرأت التي أقرأني فقال " كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ".
54 ـ باب قول الله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر} إظهار التشكيل
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " كل ميسر لما خلق له ". يقال ميسر مهيأ. وقال مطر الوراق {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قال هل من طالب علم فيعان عليه
7646 ـ حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، قال يزيد حدثني مطرف بن عبد الله، عن عمران، قال قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال " كل ميسر لما خلق له ".
7647 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن منصور، والأعمش، سمعا سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في جنازة فأخذ عودا فجعل ينكت في الأرض فقال " ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار أو من الجنة ". قالوا ألا نتكل. قال " اعملوا فكل ميسر {فأما من أعطى واتقى} ". الآية.
55 ـ باب قول الله تعالى {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ} {والطور * وكتاب مسطور}. إظهار التشكيل
قال قتادة مكتوب، يسطرون يخطون في {أم الكتاب} جملة الكتاب وأصله {ما يلفظ} ما يتكلم من شىء إلا كتب عليه. وقال ابن عباس يكتب الخير والشر، {يحرفون} يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل، ولكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويله، دراستهم تلاوتهم، {واعية} حافظة {وتعيها} تحفظها. {وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به} يعني أهل مكة ومن بلغ هذا القرآن فهو له نذير
7648 ـ وقال لي خليفة بن خياط حدثنا معتمر، سمعت أبي، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما قضى الله الخلق كتب كتابا عنده غلبت ـ أو قال سبقت ـ رحمتي غضبي. فهو عنده فوق العرش ".
7649 ـ حدثني محمد بن أبي غالب، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا معتمر، سمعت أبي يقول، حدثنا قتادة، أن أبا رافع، حدثه أنه، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي. فهو مكتوب عنده فوق العرش ".
56 ـ باب قول الله تعالى {والله خلقكم وما تعملون} إظهار التشكيل
{إنا كل شىء خلقناه بقدر}. ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتم. {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}. قال ابن عيينة بين الله الخلق من الأمر لقوله تعالى {ألا له الخلق والأمر}. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا. قال أبو ذر وأبو هريرة سئل النبي صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أفضل قال " إيمان بالله وجهاد في سبيله. وقال {جزاء بما كانوا يعملون} ". وقال وفد عبد القيس للنبي صلى الله عليه وسلم مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة. فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فجعل ذلك كله عملا.
7650 ـ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، والقاسم التميمي، عن زهدم، قال كان بين هذا الحى من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء، فكنا عند أبي موسى الأشعري فقرب إليه الطعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله كأنه من الموالي، فدعاه إليه فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فحلفت لا آكله. فقال هلم فلأحدثك عن ذاك، إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين نستحمله قال " والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم ". فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بنهب إبل فسأل عنا فقال " أين النفر الأشعريون ". فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى، ثم انطلقنا قلنا ما صنعنا حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحملنا، وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا، تغفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه، والله لا نفلح أبدا، فرجعنا إليه فقلنا له فقال " لست أنا أحملكم، ولكن الله حملكم، إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير منه، وتحللتها ".
7651 ـ حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا قرة بن خالد، حدثنا أبو جمرة الضبعي، قلت لابن عباس فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر حرم، فمرنا بجمل من الأمر، إن عملنا به دخلنا الجنة، وندعو إليها من وراءنا. قال " آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالإيمان بالله، وهل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتعطوا من المغنم الخمس، وأنهاكم عن أربع لا تشربوا في الدباء، والنقير، والظروف المزفتة، والحنتمة ".
7652 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ".
7653 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ".
7654 ـ حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " قال الله عز وجل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو شعيرة ".
57 ـ باب قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم إظهار التشكيل
7655 ـ حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن أبي موسى ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها ".
7656 ـ حدثنا علي، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، ح وحدثني أحمد بن صالح، حدثنا عنبسة، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير، أنه سمع عروة بن الزبير، قالت عائشة ـ رضى الله عنها ـ سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال " إنهم ليسوا بشىء ". فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشىء يكون حقا. قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة ".
7657 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا مهدي بن ميمون، سمعت محمد بن سيرين، يحدث عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يخرج ناس من قبل المشرق ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه ". قيل ما سيماهم. قال " سيماهم التحليق ". أو قال " التسبيد ".
58 ـ باب قول الله تعالى {ونضع الموازين القسط} إظهار التشكيل
وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن
وقال مجاهد القسطاس العدل بالرومية، ويقال القسط مصدر المقسط، وهو العادل، وأما القاسط فهو الجائر.
7658 ـ حدثني أحمد بن إشكاب، حدثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
وقال عكرمة {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} ولئن سألتهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرض ليقولن الله. فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره، وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم لقوله تعالى {وخلق كل شىء فقدره تقديرا} وقال مجاهد ما تنزل الملائكة إلا بالحق بالرسالة والعذاب {ليسأل الصادقين عن صدقهم} المبلغين المؤدين من الرسل وإنا له حافظون عندنا {والذي جاء بالصدق} القرآن، {وصدق به} المؤمن يقول يوم القيامة هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه.
7614 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أى الذنب أعظم عند الله قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك ". قلت إن ذلك لعظيم. قلت ثم أى قال " ثم أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك ". قلت ثم أى قال " ثم أن تزاني بحليلة جارك ".
41 ـ باب قول الله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } إظهار التشكيل
7615 ـ حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال اجتمع عند البيت ثقفيان وقرشي، أو قرشيان وثقفي، كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم أترون أن الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا. فأنزل الله تعالى {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} الآية.
42 ـ باب قول الله تعالى {كل يوم هو في شأن} و{ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} وقوله تعالى {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } إظهار التشكيل
وأن حدثه لا يشبه حدث المخلوقين لقوله تعالى {ليس كمثله شىء وهو السميع البصير} وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة ".
7616 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا حاتم بن وردان، حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال كيف تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله، تقرءونه محضا لم يشب
7617 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عبد الله بن عباس، قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شىء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيروا فكتبوا بأيديهم، قالوا هو من عند الله. ليشتروا بذلك ثمنا قليلا، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم.
43 ـ باب قول الله تعالى {لا تحرك به لسانك} وفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث ينزل عليه الوحى. إظهار التشكيل
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه ".
7618 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى {لا تحرك به لسانك} قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه ـ فقال لي ابن عباس أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما فقال سعيد أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه ـ فأنزل الله عز وجل {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه. {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال فاستمع له وأنصت ثم إن علينا أن تقرأه. قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه.
44 ـ باب قول الله تعالى {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} {يتخافتون} يتسارون. إظهار التشكيل
7619 ـ حدثني عمرو بن زرارة، عن هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ في قوله تعالى {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم {ولا تجهر بصلاتك} أى بقراءتك، فيسمع المشركون، فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم {وابتغ بين ذلك سبيلا}
7620 ـ حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت نزلت هذه الآية {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} في الدعاء.
7621 ـ حدثنا إسحاق، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ". وزاد غيره " يجهر به ".
45 ـ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم {رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل} إظهار التشكيل
فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله وقال {ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم}. وقال جل ذكره {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون }
7622 ـ حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تحاسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا، لفعلت كما يفعل. ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي عملت فيه مثل ما يعمل ".
7623 ـ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، قال الزهري عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ". سمعت سفيان مرارا لم أسمعه يذكر الخبر وهو من صحيح حديثه.
46 ـ باب قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته} إظهار التشكيل
وقال الزهري من الله الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم. وقال {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} وقال {أبلغكم رسالات ربي}. وقال كعب بن مالك حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيرى الله عملكم ورسوله. وقالت عائشة إذا أعجبك حسن عمل امرئ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد. وقال معمر {ذلك الكتاب} هذا القرآن {هدى للمتقين} بيان ودلالة كقوله تعالى {ذلكم حكم الله} هذا حكم الله {لا ريب} لا شك، {تلك آيات} يعني هذه أعلام القرآن ومثله {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} يعني بكم. وقال أنس بعث النبي صلى الله عليه وسلم خاله حراما إلى قومه وقال أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدثهم.
7624 ـ حدثنا الفضل بن يعقوب، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي، حدثنا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير بن حية، عن جبير بن حية، قال المغيرة أخبرنا نبينا، صلى الله عليه وسلم عن رسالة، ربنا " أنه من قتل منا صار إلى الجنة ".
7625 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا وقال محمد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت من حدثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحى، فلا تصدقه، إن الله تعالى يقول {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}
7626 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، قال قال عبد الله قال رجل يا رسول الله أى الذنب أكبر عند الله قال " أن تدعو لله ندا، وهو خلقك ". قال ثم أى قال " ثم أن تقتل ولدك، أن يطعم معك ". قال ثم أى قال " أن تزاني حليلة جارك ". فأنزل الله تصديقها {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك} الآية.
47 ـ باب قول الله تعالى {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها} إظهار التشكيل
وقول النبي صلى الله عليه وسلم " أعطي أهل التوراة التوراة فعملوا بها، وأعطي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به، وأعطيتم القرآن فعملتم به ". وقال أبو رزين {يتلونه} يتبعونه ويعملون به حق عمله، يقال يتلى يقرأ، حسن التلاوة حسن القراءة للقرآن، {لا يمسه} لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن لقوله تعالى {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين}. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان عملا. قال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال " أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام ". قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر إلا صليت. وسئل أى العمل أفضل قال " إيمان بالله ورسوله، ثم الجهاد، ثم حج مبرور ".
7627 ـ حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرني سالم، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنما بقاؤكم فيمن سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صليت العصر، ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتيتم القرآن فعملتم به حتى غربت الشمس، فأعطيتم قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتاب هؤلاء أقل منا عملا وأكثر أجرا. قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا. قال فهو فضلي أوتيه من أشاء ".
48 ـ باب وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عملا وقال " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ". إظهار التشكيل
7628 ـ حدثني سليمان، حدثنا شعبة، عن الوليد،. وحدثني عباد بن يعقوب الأسدي، أخبرنا عباد بن العوام، عن الشيباني، عن الوليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ أن رجلا، سأل النبي صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أفضل قال " الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله ".
49 ـ باب قول الله تعالى {إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا} {هلوعا} ضجورا. إظهار التشكيل
7629 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن، حدثنا عمرو بن تغلب، قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم مال فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا فقال " إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلى من الذي أعطي، أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب ". فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.
50 ـ باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه إظهار التشكيل
7630 ـ حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد، سعيد بن الربيع الهروي حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه، قال " إذا تقرب العبد إلى شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة ".
7631 ـ حدثنا مسدد، عن يحيى، عن التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة، قال ـ ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال " إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا ".
7632 ـ وقال معتمر سمعت أبي، سمعت أنسا، {عن أبي هريرة،} عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه، عز وجل.
7633 ـ حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن زياد، قال سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربكم، قال " لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".
7634 ـ حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن قتادة،. وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال " لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى ". ونسبه إلى أبيه.
7635 ـ حدثنا أحمد بن أبي سريج، أخبرنا شبابة، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مغفل المزني، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح ـ قال ـ فرجع فيها ـ قال ـ ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال " لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل ". يحكي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه قال آ آ آ ثلاث مرات.
51 ـ باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها لقول الله تعالى {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} إظهار التشكيل
7636 ـ وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان بن حرب، أن هرقل، دعا ترجمانه، ثم دعا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل، و{يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم }" الآية.
7637 ـ حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم و{قولوا آمنا بالله وما أنزل} الآية ".
7638 ـ حدثنا مسدد، حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود " ما تصنعون بهما ". قالوا نسخم وجوههما ونخزيهما. قال " {فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ". فجاءوا فقالوا لرجل ممن يرضون يا أعور اقرأ. فقرأ حتى انتهى على موضع منها فوضع يده عليه. قال " ارفع يدك ". فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح فقال يا محمد إن عليهما الرجم. ولكنا نكاتمه بيننا. فأمر بهما فرجما، فرأيته يجانئ عليها الحجارة.
52 ـ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة " وزينوا القرآن بأصواتكم. إظهار التشكيل
7639 ـ حدثني إبراهيم بن حمزة، حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " ما أذن الله لشىء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به ".
7640 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث، عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ـ وكل حدثني طائفة من الحديث ـ قالت فاضطجعت على فراشي، وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله يبرئني، ولكن والله ما كنت أظن أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، وأنزل الله عز وجل {إن الذين جاءوا بالإفك} العشر الآيات كلها.
7641 ـ حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن عدي بن ثابت، أراه عن البراء، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء {والتين والزيتون} فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه.
7642 ـ حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم متواريا بمكة، وكان يرفع صوته، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن جاء به، فقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}
7643 ـ حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ قال له " إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شىء، إلا شهد له يوم القيامة ". قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7644 ـ حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن منصور، عن أمه، عن عائشة، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض.
53 ـ باب قول الله تعالى {فاقرءوا ما تيسر من القرآن } إظهار التشكيل
7645 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدثني عروة، أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن عبد القاري، حدثاه أنهما، سمعا عمر بن الخطاب، يقول سمعت هشام بن حكيم، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت، أقرأنيها على غير ما قرأت. فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال " أرسله، اقرأ يا هشام ". فقرأ القراءة التي سمعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كذلك أنزلت ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ يا عمر ". فقرأت التي أقرأني فقال " كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ".
54 ـ باب قول الله تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر} إظهار التشكيل
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " كل ميسر لما خلق له ". يقال ميسر مهيأ. وقال مطر الوراق {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قال هل من طالب علم فيعان عليه
7646 ـ حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، قال يزيد حدثني مطرف بن عبد الله، عن عمران، قال قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال " كل ميسر لما خلق له ".
7647 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن منصور، والأعمش، سمعا سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في جنازة فأخذ عودا فجعل ينكت في الأرض فقال " ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من النار أو من الجنة ". قالوا ألا نتكل. قال " اعملوا فكل ميسر {فأما من أعطى واتقى} ". الآية.
55 ـ باب قول الله تعالى {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ} {والطور * وكتاب مسطور}. إظهار التشكيل
قال قتادة مكتوب، يسطرون يخطون في {أم الكتاب} جملة الكتاب وأصله {ما يلفظ} ما يتكلم من شىء إلا كتب عليه. وقال ابن عباس يكتب الخير والشر، {يحرفون} يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله عز وجل، ولكنهم يحرفونه يتأولونه على غير تأويله، دراستهم تلاوتهم، {واعية} حافظة {وتعيها} تحفظها. {وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به} يعني أهل مكة ومن بلغ هذا القرآن فهو له نذير
7648 ـ وقال لي خليفة بن خياط حدثنا معتمر، سمعت أبي، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما قضى الله الخلق كتب كتابا عنده غلبت ـ أو قال سبقت ـ رحمتي غضبي. فهو عنده فوق العرش ".
7649 ـ حدثني محمد بن أبي غالب، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا معتمر، سمعت أبي يقول، حدثنا قتادة، أن أبا رافع، حدثه أنه، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي. فهو مكتوب عنده فوق العرش ".
56 ـ باب قول الله تعالى {والله خلقكم وما تعملون} إظهار التشكيل
{إنا كل شىء خلقناه بقدر}. ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتم. {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}. قال ابن عيينة بين الله الخلق من الأمر لقوله تعالى {ألا له الخلق والأمر}. وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا. قال أبو ذر وأبو هريرة سئل النبي صلى الله عليه وسلم أى الأعمال أفضل قال " إيمان بالله وجهاد في سبيله. وقال {جزاء بما كانوا يعملون} ". وقال وفد عبد القيس للنبي صلى الله عليه وسلم مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة. فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فجعل ذلك كله عملا.
7650 ـ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، والقاسم التميمي، عن زهدم، قال كان بين هذا الحى من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء، فكنا عند أبي موسى الأشعري فقرب إليه الطعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله كأنه من الموالي، فدعاه إليه فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فحلفت لا آكله. فقال هلم فلأحدثك عن ذاك، إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين نستحمله قال " والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم ". فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بنهب إبل فسأل عنا فقال " أين النفر الأشعريون ". فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى، ثم انطلقنا قلنا ما صنعنا حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحملنا، وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا، تغفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه، والله لا نفلح أبدا، فرجعنا إليه فقلنا له فقال " لست أنا أحملكم، ولكن الله حملكم، إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها، إلا أتيت الذي هو خير منه، وتحللتها ".
7651 ـ حدثنا عمرو بن علي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا قرة بن خالد، حدثنا أبو جمرة الضبعي، قلت لابن عباس فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر حرم، فمرنا بجمل من الأمر، إن عملنا به دخلنا الجنة، وندعو إليها من وراءنا. قال " آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالإيمان بالله، وهل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتعطوا من المغنم الخمس، وأنهاكم عن أربع لا تشربوا في الدباء، والنقير، والظروف المزفتة، والحنتمة ".
7652 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ".
7653 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ".
7654 ـ حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، سمع أبا هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " قال الله عز وجل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو شعيرة ".
57 ـ باب قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم إظهار التشكيل
7655 ـ حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن أبي موسى ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها ".
7656 ـ حدثنا علي، حدثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، ح وحدثني أحمد بن صالح، حدثنا عنبسة، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير، أنه سمع عروة بن الزبير، قالت عائشة ـ رضى الله عنها ـ سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال " إنهم ليسوا بشىء ". فقالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشىء يكون حقا. قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة ".
7657 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا مهدي بن ميمون، سمعت محمد بن سيرين، يحدث عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يخرج ناس من قبل المشرق ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه ". قيل ما سيماهم. قال " سيماهم التحليق ". أو قال " التسبيد ".
58 ـ باب قول الله تعالى {ونضع الموازين القسط} إظهار التشكيل
وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن
وقال مجاهد القسطاس العدل بالرومية، ويقال القسط مصدر المقسط، وهو العادل، وأما القاسط فهو الجائر.
7658 ـ حدثني أحمد بن إشكاب، حدثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم