( رواهـــــــــــــــــــي أون لايـــــــــــــــــــــــــن ) ROAHY AUN LAUN

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
( رواهـــــــــــــــــــي أون لايـــــــــــــــــــــــــن ) ROAHY AUN LAUN

الهم صلي على سبدنا محمد واله وصحبة اجمعين


    علي بن أبي طالب يحادث عثمان في أمر الفتنة

    ابو عبد الهادي
    ابو عبد الهادي
    Admin


    عدد المساهمات : 168
    تاريخ التسجيل : 06/12/2009

    علي بن أبي طالب يحادث عثمان في أمر الفتنة Empty علي بن أبي طالب يحادث عثمان في أمر الفتنة

    مُساهمة من طرف ابو عبد الهادي الإثنين ديسمبر 14, 2009 7:43 am

    علي بن أبي طالب يحادث عثمان في أمر الفتنة

    ‏ لما كانت سنة 34 هـ كتب أصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ بعضهم إلى بعض أن أقدموا، فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد، وكثر الناس على عثمان، ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد، وأصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يرون ويسمعون ليس فيهم أحد ينهى، ولا يذبُّ إلا زيد بن ثابت، وأبو أسيد الساعدي، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، فاجتمع الناس وكلموا عليّ بن أبي طالب، فدخل على عثمان فقال‏:‏ ‏"‏الناس ورائي وقد كلَّموني فيك‏.‏ واللَّه ما أدري ما أقول لك‏.‏ وما أعرف شيئًا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه‏.‏ إنك لتعلم ما نعلم‏.‏ ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه وما خُصصنا بأمر دونك وقد رأيت وسمعت وصحبت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ونلت صهره، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الخير منك ولا ابن الخطاب بأولى بشيء من الخير منك‏.‏ وإنك أقرب إلى رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ رَحِمًا‏.‏ ولقد نلت من صهر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ما لم ينالا‏.‏ ولا سبقناك إلى شيء‏.‏ فاللَّه اللَّه في نفسك فإنك واللَّه ما تُبصَّر من عمَى ولا تُعَلَّم من جهل، وإن الطريق لواضح بيَّن، وإن أعلام الدين لقائمة‏.‏ تَعلَّم يا عثمان أن أفضل عباد اللَّه عند اللَّه إمام عادل هُدِي وهَدَى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة متروكة‏.‏ فواللَّه إن كُلاَّ لبيَّن، وإن السنن لقائمة لها أعلام، وإن البدع لقائمة لها أعلام، وإن شرَّ الناس عند اللَّه إمام جائر ضَلَّ وضُلَّ به فأمات سُنة معلومة وأحيا بدعة متروكة‏.‏ وإني سمعت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في جهنم، فيدور فيها كما تدور الرحى، ثم يرتطم في غمرة جهنم‏)‏‏[‏وإني أحذرك اللَّه وأحذرك سطوته ونقماته فإن عذابه شديد أليم، وأحذرك أن تكون إمام هذه الأمة المقتول، فإن يقال يقتل في هذه الأمة إمام فيفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة وتُلْبَس أمورها عليها، ويتركهم شِيَعًا فلا يبصرون لحق لعلو الباطل، يموجون فيها موجًا ويمرحون مَرَحًا‏.‏‏"‏







    فقال عثمان‏:‏ ‏"‏قد واللَّه علمت ليقولُنّ الذي قلتَ‏.‏ أما واللَّه لو كنت مكاني ما عنفتك ولا أسلمتك ولا عبتُ عليك، ولا جئتُ منكرًا إن وصلتُ رَحمًا، وسددتُ خَلة، وآويت ضائعًا، ووليت شبيهًا بمن كان عمر يولي‏.‏ أنشدك اللَّه يا عليُّ هل تعلم أن المغيرة بن شُعبة ليس هناك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فتعلم أن عمر ولاه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فَلِمَ تلومني أن وليت ابن عامر في رَحمه وقرابته‏.‏ قال عليُّ‏:‏ سأخبرك، إن عمر بن الخطاب كان كل من ولى فإنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل‏.‏ ضعفت ورفقت على أقربائك‏.‏ قال عثمان‏:‏ هم أقرباؤك أيضًا‏.‏ فقال علي‏:‏ لعمري إن رحمهم مني لقريبة، ولكن الفضل في غيرها‏.‏ قال عثمان‏:‏ هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها‏؟‏ فقد وليته‏.‏ فقال عليُّ‏:‏ أنشدك اللَّه هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يَرفْأ غلام عمر منه‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال عليّ‏:‏ فإن معاوية يقطع الأمور دونك وأنت تعلمها‏.‏ فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تُغير على معاوية‏.‏

    ثم خرج عليُّ من عند عثمان، وخرج عثمان على أثره، فجلس على المنبر فقال‏:‏





    خطبة عثمان في المسجد


    ‏"‏أما بعد، فإن لكل شيء آفة، ولكل أمر عاهة، وإن آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة‏:‏ عيَّابون، طعَّانون، يرونكم ما تحبون ويُسرون ما تكرهون يقولون لكم ويقولون، أمثال النعام يتبعون أول ناعق‏.‏ أحب مواردها إليها البعيد لا يشربون إلا نَغصًا ولا يَرِدون إلا عكرًا، لا ‏ يقوم لهم رائد وقد أعيتهم الأمور، وتعذرت عليهم المكاسب‏.‏ ألا فقد واللَّه عبتم عليَّ بما أقررتم لابن الخطاب بمثله ولكنه وطئكم برجله‏؟‏ وضربكم بيده وقمعكم بلسانه فدِنْتم له على ما أحببتم أو كرهتم، ولِنْتُ لكم وأوطأت لكم كففي‏، وكففت يدي ولساني عنكم، فاجترأتم عليّ‏.‏ أما واللَّه لأنا أعز نفرًا وأقرب ناصرًا وأكثرًا عددًا وأقمن إن قلت هَلُم‏.‏ أُتِيَ إليّ‏.‏ ولقد أعددت لكم أقرانكم، وأفضلت عليكم فضولًا، وكشرت لكم عن نابي‏.‏ وأخرجتم مني خُلُقًا لم أكن أحسنه، ومنطقًا لم أنطق به، فكفوا عليكم ألسنتكم، وطعنكم، وعيبكم على ولاتكم، فإني قد كففت عنكم مَن لو كان هو الذي يكلمكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا، ألا فما تفقدون من حقكم‏.‏ واللَّه ما قصرت في بلوغ ما كان يبلغ مَن قبلي‏.‏ ومَن لم تكونوا تختلفون عليه فضلَ فضْلٍ من مال‏.‏ فما لي لا أصنع في الفضل ما أريد‏.‏ فَلِمَ كنت إمامًا‏"‏



    فقام مروان بن الحكم فقال‏:‏ إن شئتم حكَّمنا واللَّه بيننا وبينكم السيف‏.‏ نحن واللَّه وأنتم كما قال الشاعر‏:‏

    فرشنا لكم أعراضنا فنبت بكم *** معارسكم تبنون في دِمن الثرى

    فقال عثمان‏:‏ اسكت لا سُكِّتّ‏.‏ دعني وأصحابي‏.‏ ما منطقك في هذا‏؟‏ ألم أتقدم إليك ألا تنطق‏؟‏ فسكت مروان ونزل عثمان‏.‏ قال عثمان لعليٍّ‏:‏ إنه عيَّن من عينَّهم عمر بن الخطاب، ومع ذلك لم يؤاخذه أحد‏.‏ فعيَّن المغيرة ومعاوية، فكان ردُّ عليٍّ أن عمر كان لا يتسامح مع من ولاَّه إذا ارتكب شيئًا، وأن عثمان يعامل أقاربه بالرفق ولا يعاقبهم‏.‏ هذا ملخص ما دار بينهما ـ‏.‏ أما الخطبة التي ألقاها عثمان فلم يكن لها تأثير في تهدئة الفتنة، بل اشتد قوله على الناس وعظم وزاد تألبهم عليه‏.‏ ويلاحظ أن مروان يتداخل ويهدد الناس بالحرب بالرغم من أن عثمان كان قد أمره بلزوم الصمت‏.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 11:26 am